رغم افتقار اليابان للموارد الطبيعية، فهي تعتبر قوة اقتصادية
عالمية خاصة في الميدان التكنولوجي.
- فما هي مظاهر القوة التكنولوجية اليابانية؟
- وأين تتجلى مظاهرها؟
І – إرغامات الوسط الطبيعي لليابان:
1 ـ الكوارث الطبيعية:
تتشكل اليابان من أرخبيل من الجزر تغطي الجبال 85% من مساحتها التي يخترقها
خطان رئيسيان للزلازل، مما جعل البلاد تتعرض لحوالي 5000 هزة أرضية في السنة
(من أعنفها زلزال كوبي 1995 الذي خلف أزيد 6500 قتيل)، كما تتردد على البلاد سلسلة
من الأعاصير المدمرة والأمطار الموسمية العنيفة.
بالإضافة إلى الزلازل والأعاصير تنتشر باليابان مجموعة من البراكين النشيطة
والخامدة خاصة بجزيرة هونشو.
2 ـ مصادر الطاقة والمعادن:
تعتبر اليابان البلد الأكثر فقرا فيما يخص مصادر الطاقة، حيث تعمل على استيراد
معظم حاجياتها من الخارج (72.2 مليار متر3 من الغاز الطبيعي و 32 مليون طن من
الفحم الحجري).
الموارد الطبيعية جد محدودة باليابان، مما يضطرها أيضا إلى الاستيراد لسد الحاجيات
من المواد الأولية الضرورية لصناعتها. ويبقى الماء هو الثروة الطبيعية الوحيدة التي تسمح
بالحصول على الكهرباء وقيام زراعة مسقية تمكن اليابان من تحقيق أحسن مردود فلاحي في
العالم.
ІІ – دور الموارد البشرية في بناء القوة الاقتصادية لليابان:
1 ـ الخاصيات الديمغرافية والسوسيو اقتصادية:
يبلغ عدد سكان اليابان حوالي 127 مليون نسمة، يتزايدون ببطئ وتسجل البلاد أعلى أمد
حياة في العالم (81 سنة)، يستقر معظمهم بالمدن (79%).
يعتبر المجتمع الياباني مجتمعا متعلما (99%) ومثقفا (580 جريدة لكل 1000 مواطن
73 مشترك في شبكة الأنترنيت من كل 1000 مواطن)، مع ارتفاع معدل الدخل الفردي
وانخفاض نسبة البطالة (5.1%) مع تقديس اليابانيين للعمل (2000 ساعة عمل في السنة).
(أنظر الجدول الصفحة 122)
2 ـ القوة التنظيمية:
كانت اليابان أول بلد يعرف التنمية بالقارة الآسيوية، وتعتمد البلاد على حضور قوي للدولة
التي تشجع الادخار وتعتمد على مجموعات صناعية كبرى (الكيريتسو) ومقاولات صغرى
ومتوسطة، كما أنها تعمل على الاستثمار في مختلف بلدان العالم مع التركيز على أمريكا
الشمالية والاتحاد الأوربي (أكثر من 80% من الاستثمارات).
يشكل العنصر البشري أهم مقومات القوة الاقتصادية لليابان الذي تعمل الدولة على
تشجيعه من خلال سياسة التشغيل مدى الحياة وارتفاع الأجر حسب الأقدمية.
ІІІ – مظاهر القوة التكنولوجية باليابان:
تبلغ نسبة السكان المشتغلين بالقطاع الصناعي 31%، وتساهم الصناعة بنسبة 31.8%
في الناتج الداخلي الخام، وأهم فروع هذه الصناعة: السفن، السيارات، الصناعات المنزلية
(المرتبة الأولى عالميا) بالإضافة إلى الفولاذ والصناعات الإلكترونية (شبه الموصلات، العقول
الإلكترونية...) (المرتبة 2 عالميا)، وتنتشر الصناعات بأهم المدن اليابانية التي تشكل الميغالوبول
الياباني الذي يعتبر أهم تكنوبول للتكنولوجيا العالية الجودة.
تنعكس قوة التكنولوجيا اليابانية على مبادلاتها التجارية التي تطورت بفضل تنوع شبكة
المواصلات من طرق وسكك حديدية وأسطول بحري.
تبلغ قيمة صادرات اليابان 462.2 مليار دولار، تحتل فيها الآلات والتجهيزات 46.3%
تليها تجهيزات النقل والمنتجات المعدنية والأدوات الدقيقة.
أما الواردات فتبلغ قيمتها 409.6% مليار دولار أهمها عبارة عن معادن ومصادر الطاقة
(20.4%) وآلات متنوعة ومواد غذائية.
يساهم التقدم التكنولوجي في توفير الحاجيات الغذائية لليابان، حيث عملت على تكييف
الآلات الفلاحية مع ضيق المجال الزراعي، مما مكن من تنوع المنتجات الفلاحية كالأرز
والشاي والبطاطس وتطور إنتاج الصيد البحري (المرتبة الرابعة عالميا).
خاتمـة:
ما زالت اليابان تعتبر قوة صناعية كبرى رغم المعيقات
التي تواجه تفوقها التكنولوجي.
- اقتباس :